بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
الأحاديث التي وردت بشأن الدباء :
أيها الأخوة الكرام, في سورة الصافات آية, يقول الله عزَّ وجلَّ فيها:
﴿وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ﴾
[سورة الصافات الآية: 146]
(وأنبتنا عليه), على سيدنا يونس, شجرة من يقطين, فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال:
((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الدُّبَّاءَ))
[أخرجه أحمد عن أنس بن مالك في مسنده]
والدباء هو اليقطين .
وعن أنس أيضاً، قال:
((رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِمَرَقَةٍ فِيهَا دُبَّاءٌ وَقَدِيدٌ, فَرَأَيْتُهُ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ يَأْكُلُهَا))
[أخرجه البخاري عن أنس في الصحيح]
وثبت في الصحيحين, من حديث أنس بن مالك، أن خياطاً دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لطعامٍ صنعه له، فقال أنس:
((فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتتبع الدباء من حوالي الصحيفة، فلم أزل أحب الدباء من ذلك اليوم))
وعن عائشة أنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يا عائشة, إذا طبختم قدراً، فأكثروا فيه الدباء، فإنها تشدُّ القلب الحزين))
[ورد في الأثر]
إليكم تفسير العلماء القدماء والمحدثين حول موضوع الدباء :
قال ابن كثير: في تفسير هذه الآية الأولى:
﴿وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ﴾
[سورة الصافات الآية: 146]
إن الدباء، يتميز بسرعة نباته، وتظليل ورقه، وأن ورقه لا يقربه الذباب أبداً، وجودة تغذيته .
وقال ابن القيم الجوزي: باردٌ، رطبٌ، ماؤه يقطع العطش، ويذهب الصداع، ملينٌ للبطن، شديد النفع للمحمومين، من ألطف الأغذية، وأسرعها هضماً .
أما كلام العلماء المحدثين, قالوا: وهو غني بالسكريات، والفيتامينات, وفيه حديدٌ، وكلس، وفيه عناصر فعَّالة، كالقرعين، وفيه حوامض أمينية، كاللوْسين، وهو غير مهيجٌ، وهو هاضمٌ، مسكنٌ، مُرَطِّبٌ، ملينٌ، مدرٌ للبول، يطرد سوائل الوزمات والانصبابات، مطهرٌ للصدر ، والمجارى التنفسية، ومطهرٌ للمجاري البولية، يفيد في معالجة التهاب المجاري البولية، والبواسير والإمساك، ويفيد في معالجة الوهن، وعسر الهضم، والتهابات الأمعاء، ويفيد المصابين بالعلل القلبية، والأرق، ومرضى السكري، ويفيد في آفات المستقيم .
القاعدة الذهبية, تقول: أفضل دواءٍ ما كان غذاءً، وأفضل غذاءٍ ما كان دواءً، هذه قصة اليقطين .