recent
أخبار ساخنة

ماهي صلاة التسابيح و ما هوة وقتها و صحتها و طريقتها ؟؟

 


السلام عليكم و رحمة الله الرجاء منك أن تحدثنا عن صلاة التسابيح و ما هوة وقتها و صحتها و طريقتها 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:


جاء في كتاب الفقه الإسلامي وأدلَّته للدُّكتور وهبه الزُّحيلي:
[
ثانياً- أمَّا المندوب أو السُّنن غير المؤكدة: فهي ما يأتي، ولا يعني كونها غير مؤكَّدة تركها، بل كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يصليها غالباً، ويتركها أحياناً:


1- ركعتان أخريان إلى سنة الظُّهر البعدية.


2- أربع ركعاتٍ قبل العصر بتسليمةٍ واحدةٍ، لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم«رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا» [رواه أبو داود]. أمَّا جواز صلاة ركعتين فقط قبل العصر، فيشملها حديث «بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاَةٌ» [رواه البخاري  ومسلم].


3- أربع ركعاتٍ قبل صلاة العشاء وأربع بعدها بتسليمةٍ واحدةٍ، لِمَا روي عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان يصلي قبل العشاء أربعاً، ثمَّ يصلي بعدها أربعاً، ثمَّ يضطجع.
وإن شاء اقتصر على الرَّكعتين المؤكَّدتين بعدها، عملاً بالحديث«مَنْ ثَابَرَ عَلَى ثِنْتَي عَشْرَةَ رَكْعَةً...» [رواه الترمذي].


4- صلاة الأوابينوهي ست ركعاتٍ بعد المغرب، بتسليمةٍ أو ثنتين أو ثلاث، والأوَّل أدوم وأشق، لقوله تعالى: {فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} [الإسراء:25]، ولِمَا روي عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما«مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ» [رواه الطبراني].
واستحب الكمال بن الهمام كالشَّافعيَّة والحنابلة ركعتين خفيفتين قبل المغرب لخبر الصَّحيحين عن عبد الله المزني«صَلُّوا قَبْلَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ» ثمَّ قال في الثالثة«لِمَنْ شَاءَ» [رواه البخاري]، وهذه النَّوافل تابعةٌ للفرائض، أمَّا النوافل المستقلة فهي ما يأتي:


5- صلاة الضُّحىوهي أربع ركعاتٍ على الصَّحيح إلى ثمانية، وأقلُّها ركعتان، ووقتها من بعد طلوع الشَّمس قدر رمح أي حوالي ثلث أو نصف ساعة إلى قبيل الزَّوال، لحديث عائشة: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّى الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِكَلَامٍ»، ورواية مسلم«كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّى الضُّحَى أَرْبَعًا، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللهُ»، وثبت في الصَّحيحين من رواية أبي هريرة رضي الله عنه«وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى» ووقتها المختار: بعد ربع النهار.


6- ركعتا الوضوء قبل جفافه للحديث السابق«مَا مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ يُقْبِلُ بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ عَلَيْهِمَا، إِلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» [رواه أبو داود].


7- تحية المسجديُندب ركعتان لمن دخل المسجد تحيةً لرب المسجد، لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم«إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ» [رواه البخاري ومسلم]، يصليهما عند الحنفية في غير وقت الكراهة، وأداء الفرض أو غيره ينوب عنهما بلا نية، وتكفيه لكلِّ يومٍ مرة إذا تكرَّر دخوله لعذرٍ، ولا تسقط بالجلوس عندهم، لحديث ابن حبَّان في صحيحه«يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّةً، وَإِنَّ تَحِيَّتَهُ رَكْعَتَانِ، فَقُمْ فَارْكَعْهُمَا» وأمَّا الحديث السَّابق«إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ..» فهو بيان للأولى.
ويستثنى من المساجد المسجد الحرام، فإن تحيته الطَّواف.
ومن لم يتمكَّن من تحية المسجد لحَدَثٍ أو غيره يقول ندباً كلمات التَّسبيح الأربع: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر).


8- صلاة التَّهجد (اللَّيل)يندب الصَّلاة ليلاً خصوصاً آخره، وهي أفضل من صلاة النَّهار، لقوله تعالى{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ[السجدة:17]، وقوله سبحانه{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة:16]، ولقوله صلَّى الله عليه وسلَّم«أَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاَةُ اللَّيْلِ» [رواه مسلم]، وروى الطبراني مرفوعاً«لا بُدَّ مِنْ صَلاةٍ بِلَيْلٍ، وَلَوْ نَاقَةً، وَلَوْ حَلْبَ شَاةٍ، وَمَا كَانَ بَعْدَ صَلاةِ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ فَهُوَ مِنَ اللَّيْلِ»، وقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم«عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ لِلإِثْمِ» [رواه الترمذي].
وعدد ركعاتها من ركعتين إلى ثمانية.
ويُندب إحياء ليالي العيدين (الفطر والأضحى)، وليالي العشر الأخير من رمضان لإحياء ليلة القدر، وليالي عشر ذي الحِجَّة، وليلة النِّصف من شعبان، ويكون بكلِّ عبادةٍ تعمُّ اللَّيل أو أكثره، للأحاديث الصَّحيحة الثابتة في ذلك.
ويُندب الإكثار من الاستغفار بالأسحار، وسيد الاستغفار«اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ -أعترفلَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ» [رواه البخاري].
ويُكره الاجتماع على إحياء ليلةٍ من هذه اللَّيالي في المساجد وغيرها؛ لأنَّه لم يفعله النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ولا الصَّحابة رضي الله عنهم.
كما يُكره الاجتماع على صلاة الرَّغائب التي تفعل في أوَّل جمعةٍ من رجب، وإنَّها بدعةٌ.
وطول القيام أفضل من كثرة السُّجود، لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم«أَفْضَلُ الصَّلاَةِ طُولُ الْقُنُوتِ» [رواه مسلم] أي القيام، ولأنَّ القراءة تكثر بطول القيام، وبكثرة السُّجود يكثر التَّسبيح، والقراءة أفضل منه.


9- صلاة الاستخارةأي طلب ما فيه الخير، وتكون في الأمور المباحة التي لا يُعرف وجه الصَّواب فيها، وهي ركعتان، يدعو بعدهما بالدُّعاء المأثور، روى الجماعة إلا مسلماً عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ، يَقُولُ«إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي، فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي، فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي» قَالَ: وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ.
ويُستحب افتتاح هذا الدَّعاء وختمه بالحمد لله، والصَّلاة على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. ويقرأ في الرَّكعة الأولى: الكافرون، وفي الثَّانية: الإخلاص.
وينبغي -أي إذا لم يبن له الأمر- أن يكرِّرها سبعاً، لِمَا روى ابن السني: يا أنس، إذا هممت بأمر، فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي سبق إلى قلبك، فإن الخير فيه. ولو تعذرت عليه الصلاة استخار بالدعاء.


10- صلاة التَّسبيحوفضلها عظيم، وفيها ثوابٌ لا يتناهى.
ويفعلها المسلم في كلِّ وقتٍ لا كراهة فيه، أو في كلِّ يومٍ وليلةٍ مرَّة، وإلَّا ففي كلِّ أسبوعٍ، أو جمعةٍ، أو شهرٍ، أو العمر. وحديثها حَسَنٌ لكثرة طرقه، ووَهِمَ من زعم وضعه.
وهي أربع ركعاتٍ يقرأ في كلِّ ركعةٍ فاتحة الكتاب، وسورة، بتسليمة أو تسليمتين، يقول فيها ثلاث مئة مرة: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) في كلِّ ركعةٍ خمسٌ وسبعون تسبيحةً.
فبعد الثَّناء: خمس عشرة، ثمَّ بعد القراءة، وفي الرُّكوع، والرَّفع منه، وكلٍّ مِن السَّجدتين، وفي الجلسة بينهما: عشر تسبيحات، بعد تسبيح الرُّكوع والسجود. وهذه الكيفية هي التي رواها التِّرمذي في جامعه عن عبد الله بن المبارك أحد أصحاب أبي حنيفة. وهي المختار من الروايتين.
ولا يعد المصلي التسبيحات بالأصابع إن قدر أن يحفظ بالقلب.


11- صلاة الحاجةوهي أربع ركعاتٍ بعد العشاء، وقيل: ركعتان. وَرَدَ في الحديث المرفوع أنَّه يقرأ في الأولى الفاتحة مرَّة وآية الكرسي ثلاثاً، وفي كلٍّ من الثَّلاثة الباقية: يقرأ الفاتحة والإخلاص والمعوَّذتين مرَّةً مرَّةً، فإن قرأهنَّ كُنَّ له مثلهنَّ من ليلة القدر.
وأخرج التِّرمذي عند عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم«مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللهِ حَاجَةٌ، أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ، فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ لِيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لِيُثْنِ عَلَى اللهِ، وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ لِيَقُلْ:
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ، الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لاَ تَدَعْ لِي ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلاَّ قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ»] انتهى.


والله تعالى أعلم.

 


google-playkhamsatmostaqltradent