recent
أخبار ساخنة

كيف أخشع في صلاتي ؟؟؟ ... الدكتور محمد خير الشعال



(كيف أخشع في صلاتي؟)

تخشع في صلاتك إذا فعلت أموراً ثلاثة، قبلها وأثناءها وبعدها.

- أما الأمور التي قبل الصلاة:

 - فأن تستحضر في قلبك مكانة الصلاة وفضيلة إقامتها، وأن تقطع عن نفسك شواغلها قبل الصلاة: فقد أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود قال: سألت النبي أي الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال: «الصلاة على أوقاتها...»!. 

- أما قطع الشواغل فإن كنت نعساً فنم ثم صلي، وإن كنت جائعاً فكل ثم صلي، وإن كنت حاقناً فاقض حاجتك ثم صلي، وإن كنت تنتظر مهماً فاقضه ثم صلي، كل ذلك ليتفرغ قلبك وعقلك للوقوف بين يدي الله، قال: «لا صلاة بحضرة الطعام ولا هو يدافعهُ الأخبثان» [مسلم]، ولأجل قطع الشواغل صلِّ في مكان هادئ لا ضجيج أصوات ولا صخب ألوان ولا إزعاج رائحة كريهة فيه، فقد أخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: «كان قرام لعائشة سترت به جانب بيتها فقال النبي: «أميطي عنا قرامك هذا فإنه لا تزال تصاويره تعرض في صلاتي» والقرام: ثوب من صوف فِيهِ ألوان.

- أما الأمور التي في الصلاة:

 فالتدبر وحضور القلب في كل هيئة وركن من أعمال الصلاة: فاستقبال القبلة هو صرف الوجه عن سائر الجهات إلى جهة بيت الله عز وجل، ودعاء الاستفتاح هو صرف القلب عن الخلق إلى الخالق، والقيام في الصلاة وقوف بين يدي ملك السموات والأرض، وقراءة القرآن فيها مناجاة لله تعالى وحديث إليه، «إنَّ أحدَكم إذا قام في الصلاة فإنَّما يُناجي ربّه» [البخاري].

وركوعك بين يدي الله تجدد فيه ذكر كبرياء الله سبحانه وتستشعر عز مولاك، وسجودك لله استسلام له وخضوع لأمره وتذلل على أعتابه «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء فيه» [رواه مسلم].

 أما قراءتك التشهد فأنت فيه تسلم على حضرة الله تعالى بجميع التحيات التي يحيا بها ملوك الأرض، وحسبك بإذنه لك أن تسلم عليه جل جلاله فخراً، ثم تسلم على رسول الله فيا طوبى لك، ثم تدعو بالسلام لنفسك ولكل عبد صالح من إنس وجن وملك (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين).

- أما الأمور التي بعدها فالدعاء والأذكار: فلا تتعجل الانصراف بعد الصلاة بل اجلس واشرع في الأذكار، وابدأ بالاستغفار ثلاث مرات، تستغفر ربك عما حصل في صلاته من الخلل والتقصير. وقل: "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام" واقرأ آية الكرسي والتسبيحات، ثم ادع ربك وتضرع إليه أن يرزقك الخشوع.

واعلموا أيها الإخوة: أن العبد الخاشع إذا انصرف من صلاته وجد خفة من نفسه، ووجد نشاطاً وراحة حتى يتمنى أنه لم يكن خرج منها؛ لأنها قرة عينه ونعيم روحة وجنة قلبه ومستراحه في الدنيا، فالمحبون يقولون نصلي فنستريح بصلاتنا.

واذكروا أيها الإخوة أن خشوع المسلم وتفاعله مع صلاته لا ينبغي أن ينفصل عن تفاعله مع بقية إسلامه: علماً، وعبادة، ودعوة، فالذي يعيش الإسلام، ويعيش للإسلام، تنفتح له آفاق من الخشوع عند الصلاة والذكر والتلاوة والتفكر، لا تنفتح لغيره، فيجد لعبادته حلاوة.                

والحمد لله رب العالمين
google-playkhamsatmostaqltradent